عفوا ": للمصريين الحقيقيين فقط :" >>>

في يوم من ذات الأيام ، استيقظ المواطن المصري ، ليخرج من سكنه الراقي بعيداً عن العشوائيات..

ركب سيارته التي اشتراها مجدداً من حر ماله الحلال ، المال الحلال الذي حصل عليه كمكافأة إنتاجية نهاية العام.. التي أعلن عنها مديروه في الجهة التي يعمل فيها بأنه كان من أكفأ الزملاء الذين أدوا واجبهم في خدمة المواطنين الذين يرتادون مكان عمله لإنهاء وتخليص معاملاتهم..

ركب سيارته ، ومعه أطفاله ليوصلهم إلى المدرسة النموذجية التي يدرسون بها ، وهو سعيد بأن يوصل أولاده لمدرستهم ، حيث يتلقون المزيد من العلم والتربية ، وما يزيد سعادته أن هذه المدرسة النموذجية هي مدرسة من المدراس الحكومية التي استفادت الاستفادة القصوى من الميزانية والدعم المرصود لها..

أكمل المواطن طريقه نحو العمل ، استقبل موظف الأمن بابتسامة عريضة وحياه ، ومن ثم بمر بزملائه وبدأهم بالتحية ثم دخل مكتبه المنظم. شغل جهاز الحاسب الآلي ، وضغط زر ابتداء العمل ، ليبدأ المتعاملون بالتوافد كل حسب رقمه.. كلهم يعرف الأوراق المطلوبة ، يتأكد هو منها ، ثم يوقع بالموافقة لإكمال الإجراءات..

يستمر في عمله ، لا يكل ولا يمل ، ولا تروح الابتسامة عن محياه.. استأذن أحد المتعاملين في أن يقوم ليصلي الظهر ، في خمسة أو عشرة دقائق فعلا ، وطلب من الساعي كوبا من الشاي ، وذهب لمكتبه ينجز المعاملات حتى الثانية ظهرا وقت انتهاء العمل ، ومن ثم عاود طريقه ليقل أطفاله ويعود إلى منزله..

أعلم أني أطلت في سرد ما سبق ، وأعرف أنها قد تكون صورة مثالية ، لكن ما أعرفه هو أني لا أجد سبباً واحداً مقنعاً في أن تكون هذه صورة مثالية يمكن تطبيقها في حياتنا..

لا تنتظروا مني أن ألقي باللوم على الحكومة ، أو الحزب الوطني ، أو حتى السيد الرئيس حسني مبارك.. ولن أنادي بترشيح الدكتور محمد البرادعي.. ولا أدعوكم هنا إلى برنامج الإخوان المسلمين ، أو البرنامج التقدمي الفتاك ،،،، إلخ !

مع أني حقيقة لا أحب اللوم ، إلا أنني قررت أن أحبه ، وأن ألوم نفسي وألوم كل مواطن سلبي يتخاذل عن تحسين أوضاعه..

المصري الحقيقي ، الذي يريد أن يعيش حياة كريمة هو المصري الذي يفكر كيف يزيد إنتاجيته وإنتاجية من حوله..

المصري الحقيقي ، هو من يأخذ زمام المبادرة ، وينطلق ليعلنها حملة حقيقية ، وينادي بمظاهرة في داخل فكره ودماغه ، مظاهرة حقيقية يهاجم فيها كل شيء يكبح جماح أن يكون إنساناً مبتسما يتحدى الصعاب ليعيش حياة كريمة..

المصري الحقيقي ، هو الموظف الذي يعاهد الله ويعاهد نفسه على أن يراقب ضميره في كل عمل يعمل فيه ، وأن يفكر وييسر على الناس مصالحهم..

المصري الحقيقي ، هو المدرس الذي يعاهد الله ويعاهد نفسه على أن يراقب ضميره ويبذل مجهوده في تعليم وتثقيف نفسه ، ونقل معلوماته باستفاضة ليعلم ويربي أبناء المصريين..

المصري الحقيقي ، هو الضابط الذي يعاهد الله ويعاهد نفسه على أن يكون يداً من حديد تضرب دماغ كل مجرم يؤذي نفسه والمجتمع..

المصري الحقيقي هو الطالب الذي يعاهد الله ويعاهد نفسه على أن يتعلم علماً ينتفع به ، ويعمل به ، وينمي وطنه الذي يعيش فيه..

وأخيراً.. المصري اللي على حق.. هو اللي يقول لنفسه سأقوم بواجبي نحو نفسي بكل ضمير ، يحترم نفسه ويقدرها ، ويقدر أن من حقه أن يعيش حياة كريمة مهما كانت الظروف ، فيموت ويستميت حتى يغير أحواله ، ومن ثم ستتغير أحوال المجتمع والوطن..

أنا هنا بانتظار المصري اللي على حق .. ! ليس غيري وغيرك.. أنا بانتظارك أنت !!!

» افتراضي ..:: عفوا .. كنت اقول هذا زمنى ::..